فصل: الفصل العاشر في جوامع المواعظ والخطب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


العشاريات من الإكمال

43584- ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة الذنوب، وذكر الموت صدقة، وذكر النار من الجهاد، وذكر القبر يقربكم من الجنة، وذكر القيامة يباعدكم من النار، وأفضل العبادة ترك الجهل، ورأس مال العالم ترك الكبر، وثمن الجنة ترك الحسد، والندامة من الذنوب التوبة الصادقة‏.‏

‏(‏الديلمي - عن معاذ‏)‏‏.‏

43585- سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان ولا إله إلا الله تملأ ما بين السماء والأرض، والله أكبر نصف الإيمان، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بايعها فموبقها‏.‏

‏(‏عبد الرزاق - عن أبي سلمة بن عبد‏؟‏‏؟‏الرحمن، مرسلا، م كتاب الطهارة‏)‏‏.‏

43586- لقد سألتني عن عظيم‏!‏ وإنه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله لا تشرك بالله شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ألا أدلكم على أبواب الخير‏!‏ الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل؛ ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه‏!‏ رأس الأمر الإسلام، من أسلم سلم، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد؛ ألا أخبرك بملاك ذلك كله‏!‏ كف عليك هذا - وأشار إلى لسانه، قال‏:‏ يا نبي الله‏!‏ وإنا لمؤاخذون بما نتكلم قال‏:‏ ثكلتك أمك يا معاذ‏!‏ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم‏.‏

‏(‏ط، حم، ت‏:‏ حسن صحيح مر برقم 43579 ه، ك، هب - عن معاذ؛ زاد طب، هب‏:‏ إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك‏)‏‏.‏

 الفصل العاشر في جوامع المواعظ والخطب

43587- أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا ‏(‏هجرا‏:‏ ومنه الحديث ‏(‏ولايسمعون القرآن إلا هجرا‏)‏‏:‏ يريد الترك له والاعراض عنه‏.‏ أ ه 5/245 النهاية‏.‏ ب‏)‏، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول ‏(‏الغلول‏:‏ وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسيمة يقال غل في المغنم يغل غلولا فهو غال وكل من خان في شيء خفية فهو غل‏.‏ أه - 4/380 النهاية‏.‏ ب‏)‏ من جثاء ‏(‏جثاء‏:‏ الجثا‏:‏ جمع جثوة بالضم، وهو الشيء المجموع‏.‏ أ ه ج 1 صفحة 209 النهاية‏.‏ ب‏)‏ جهنم، والكنز كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقى في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، والأمر بآخره، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل ‏(‏يتأل‏:‏ من يتأل على الله يكذبه‏:‏ أي من حكم عليه وحلف، كقولك والله ليدخلن الله فلانا النار‏:‏ ولينجحن الله سعي فلان‏!‏ وهو من الألية‏:‏ اليمين‏.‏ أ ه 1/62 النهاية‏.‏ ب‏)‏ على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله‏.‏ اللهم اغفر لي ولأمتي‏!‏ أستغفر الله لي ولكم‏.‏

‏(‏البيهقي في الدلائل، وابن عساكر - عن عقبة بن عامر الجهني؛ أبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي الدرداء ش - عن ابن مسعود موقوفا‏)‏‏.‏

43588- أما بعد‏!‏ فإن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، ألا‏!‏ إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت مؤمنا؛ ألا‏!‏ إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه‏!‏ فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك فالأرض الأرض‏!‏ ألا‏!‏ إن خير الرجال من كان بطئ الغضب سريع الرضاء، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضاء‏.‏ فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفيء ‏(‏الفيء‏:‏ أصل الفيء‏:‏ الرجوع يقال‏:‏ فاء يفيء فئة وفيوءا‏.‏ أ ه 3/482 النهاية‏.‏ ب‏)‏ وسريع الغضب سريع الفيء فإنها بها، ألا‏!‏ إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سييء الطلب أو كان سييء القضاء حسن الطلب فإنها بها، ألا‏!‏ إن لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ألا‏!‏ وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا‏!‏ لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه، ألا‏!‏ إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، ألا‏!‏ إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه‏.‏

‏(‏حم، ت ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رقم 2192 وقال حسن صحيح‏.‏ وصدر الحديث في صحيح مسلم كتاب الذكر رقم 2742‏.‏ ص‏)‏، ك، هب - عن أبي سعيد‏)‏‏.‏

43589- إنما هما اثنتان‏:‏ الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد ألا وإياكم ومحدثات الأمور‏!‏ فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ألا‏!‏ لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ألا إن كل ما هو آت قريب، وإنما البعيد ما ليس بآت، ألا‏!‏ إنما الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره، ألا‏!‏ إن قتال المؤمن كفر وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة، ألا وإياكم والكذب‏!‏ فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل، ولا يعد الرجل صبيه ولا يفي له، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإنه يقال للصادق‏:‏ صدق وبر‏.‏ ويقال للكاذب‏:‏ كذب وفجر، ألا‏!‏ وإن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا‏.‏

‏(‏ه ‏(‏أخرجه ابن ماجه كتاب المقدمة باب اجتناب البدع والجدل رقم 46‏.‏ ص‏)‏ - عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

43590- قال الله تعالى‏:‏ يا عبادي‏!‏ إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا، يا عبادي‏!‏ كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي‏!‏ كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي‏!‏ كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي‏!‏ إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي‏!‏ إنكم إن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي‏!‏ لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي‏!‏ لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي‏!‏ لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي‏!‏ إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه‏.‏

‏(‏م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب البر باب تحريم الظلم رقم 2570‏.‏ ص‏)‏ - عن أبي ذر‏)‏‏.‏

43591- يقول الله عز وجل‏:‏ يا عبادي‏!‏ كلكم ضال إلا من هديت فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم؛ وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة‏.‏ ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بلغت أمنيته فأعطيت كل سائل منكم ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه؛ ذلك بأني جواد واجد ماجد أفعل ما أريد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون‏.‏

‏(‏ن، ت ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب القيامة باب فضل الرفق رقم 297 وقال حسن‏.‏ ص‏)‏، ه - عن أبي ذر‏)‏‏.‏

43592- إني رأيت البارحة عجبا‏!‏ رأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه منهم، ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا فجاءه صيام رمضان فسقاه، ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة ورأيت رجلا من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت‏:‏ إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموه وصار معهم، ورأيت رجلا من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق، كلما مر على حلقة طرد، فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي، ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار بيديه عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ظلا على رأسه وسترا عن وجهه، ورأيت رجلا من أمتي جاءته زبانية العذاب فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي هوى في النار فجاءته دموعه اللاتي بكى بها في الدنيا من خشية الله تعالى فأخرجته من النار، ورأيت رجلا من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلا من أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله تعالى فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي يرعد كما ترعد السعفة ‏(‏السعفة‏:‏ هي أغصان النخيل‏.‏ أ ه جزء 2/368 النهاية‏.‏ ب‏)‏ فجاءه حسن ظنه بالله تعالى فسكن رعدته، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط مرة ويحبو مرة فجاءته صلاته علي فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة‏.‏

‏(‏الحكيم، هب - عن عبد الرحمن بن سمرة‏)‏‏.‏

43593- أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله، عليك بتلاوة القرآن وذكر الله‏!‏ فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير‏!‏ فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك، إياك وكثرة الضحك‏!‏ فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد‏!‏ فإنه رهبانية أمتي، أحب المساكين وجالسهم، انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك، صل قرابتك وإن قطعوك، قل الحق وإن كان مرا، لا تخف في الله لومة لائم ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال‏:‏ أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه ويؤذي جليسه؛ يا أبا ذر‏!‏ لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق‏.‏

‏(‏عبد بن حميد في تفسيره، طب - عن أبي ذر‏)‏‏.‏

43594- ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات وثلاث درجات؛ فأما المهلكات‏:‏ فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه؛ وأما المنجيات‏:‏ فالعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية؛ وأما الكفارات‏:‏ فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات ‏(‏السبرات‏:‏ السبرة بفتح السين الغداة الباردة‏.‏ وفي الحديث ‏(‏إسباغ الوضوء في السبرات‏)‏‏.‏ المختار صفحة 221‏.‏ ب‏)‏ ونقل الأقدام إلى الجماعات؛ وأما الدرجات فاطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام‏.‏

‏(‏طس - عن ابن عمر‏)‏‏.‏

جامع المواعظ من الإكمال

43595- أيها الناس‏!‏ أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا، ومنهم لا يذكر الله إلا هجرا، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما وقر في القلب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جثى جهنم والكنز كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، والأمر إلى آخره، وملاك العمل خواتمه وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المسلم فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله اللهم اغفر لي ولأمتي ثلاثا، استغفر الله لي ولكم‏.‏

‏(‏ق في الدلائل الديلمي، وابن عساكر - عن عقبة بن عامر الجهني؛ أبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي الدرداء؛ ش حل - عن ابن مسعود موقوفا‏)‏‏.‏

43596- أيها الناس‏!‏ كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن ما نشيع من الموتى عن قليل إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنا مخلدون من بعدهم، فطوبى لمن شغله عيبه عن عيب غيره، طوبى لمن ذل نفسه من غير منقصة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره؛ طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله‏.‏

‏(‏الحكيم - عن أنس‏)‏‏.‏

43597- اطلبوا الخير دهركم، واهربوا من النار جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، وإن النار لا ينام هاربها، وإن الآخرة محففة بالمكاره، وإن الدنيا محففة باللذات والشهوات، فلا تلهينكم شهوات الدنيا ولذاتها عن الآخرة، إنه لا دين لمن لا آخرة له، ولا آخرة لمن لا دين له، إن الله قد أبلغ في المعذرة وبلغ الموعظة، إن الله قد أحل كثيرا طيبا فيه سعة، وحرم خبيثا فاجتنبوا ما حرم الله عليكم، وأطيعوا الله عز وجل فإنه لن يحل الله شيئا حرمه ولن يحرم شيئا أحله، وإنه من ترك الحرام وأحل الحلال أطاع الرحمن واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واجتمعت له الدنيا والآخرة هذا لمن أطاع عز وجل‏.‏

‏(‏ابن صصري في أماليه - عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد‏)‏‏.‏

43598- اهربوا من النار، واطلبوا الجنة جهدكم، فإن الجنة لا ينام طالبها، وإن النار لا ينام هاربها، وإن الآخرة محفوفة بالمكاره، وإن الدنيا محفوفة بالشهوات واللذات، فلا تلهينكم عن الآخرة لذاتها وشهواتها‏.‏

‏(‏ابن منده - عن يعلى بن الأشدق عن كليب بن جري عن معاوية بن خفاجة، وقال‏:‏ غريب‏)‏‏.‏

43599- إن الله تعالى عز وجل يقول‏:‏ يا عبادي‏!‏ كلكم ضال إلا من هديته، وضعيف إلا من قويته، وفقير إلا من أغنيته فاسألوني أعطكم، فلو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أتقى عبد من عبادي ما زاد في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أفجر عبد هو لي ما نقصوا من ملكي جناح بعوضة، ذلك أني واحد، عذابي كلام ورحمتي كلام، فمن أيقن بقدرتي على المغفرة لم يتعاظم في نفسي أن أغفر له ذنوبه وإن كبرت‏.‏

‏(‏طب - عن أبي موسى‏)‏‏.‏

43600- أوحى الله عز وجل إلي‏:‏ يا أخا المرسلين‏!‏ يا أخا المنذرين‏!‏ أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب سليمة وألسن صادقة، وأيد نقية، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتا من بيوتى ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة فإني ألعنه ما دام قائما بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها، فإذا فعل ذلك أكون سمعه الذي يسمع به وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة‏.‏

‏(‏حل، ك - في تاريخه، ق، كر، الديلمي - عن حذيفة؛ وفيه إسحاق بن أبي يحيى الكعبي هالك يأتي بالمناكير عن الأثبات‏)‏‏.‏

43601- أوصيكم بتقوى الله عز وجل والقرآن، فإنه نور الظلمة وهدى النهار قاتلوه على ما كان من جهد وفاقه، فإن عرض لك بلاء فاجعل مالك دون دمك، فإن تجاوزك البلاء فاجعل مالك ودمك دون دينك، فإن المسلوب من سلب دينه، والمخروب من خرب دينه، إنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار، إن النار لا يستغني فقيرها ولا يفك أسيرها‏.‏

‏(‏ك - في تاريخه، هب - وضعفه والديلمي، وابن عساكر - عن سمرة‏)‏‏.‏

43602- ألا إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر وإن الآخرة أجل صادق يقضي فيها ملك قادر، وإن الخير كله بحذافيره ‏(‏بحذافيره‏:‏ حذافير الشيء‏:‏ أعاليه ونواحيه، الواحد حذفار بالكسر‏.‏ المختار صفحة 96‏)‏ في الجنة، ألا‏!‏ وإن الشر كله بحذافيره في النار ألا‏!‏ فاعلموا وأنتم من الله على حذر وأعلموا أنكم معروضون على أعمالكم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره‏.‏

‏(‏الشافعي، ق في المعرفة - عن عمر مرسلا‏)‏‏.‏

43603- الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم في ممر لليل والنهار، في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتيكم بغتة، فمن زرع خيرا يحصد رغبة، ومن زرع شرا يحصد ندامة‏.‏

‏(‏الديلمي - عن علي‏)‏‏.‏

43604- ألا‏!‏ إن الدنيا فقد آذنت بصرم ‏(‏بصرم‏:‏ أي بانقطاع وانقضاع‏.‏ النهاية 2/25‏.‏‏)‏، وولت حذاء ‏(‏حذاء‏:‏ أي خفيفة سريعة، ومنه قيل للقطاة حذاء‏.‏ النهاية 3561 ب‏)‏، ولم يبق منها إلا صبابة ‏(‏صبابة‏:‏ الصبابة‏:‏ البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء‏.‏ النهاية 3/5‏.‏ ب‏)‏ كصبابة الإناء، وإنكم في دار تنقلون عنها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، وإنه والله ما كانت نبوة إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية، وإن الصخرة يقذف بها من شفير جهنم فتهوي إلى قرارها سبعين خريفا، ولتملأن، وما بين مصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين يوما، وليأتين على أبواب الجنة يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ ‏(‏كظيظ‏:‏ أي ممتلئ‏.‏ والكظيظ‏:‏ الزحام‏.‏ النهاية 4/177‏.‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏طب - عن عتبة ابن غزوان مرفوعا وموقوفا‏)‏‏.‏

43605- ألا‏!‏ يا رب نفس طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا‏!‏ يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا‏!‏ يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا‏!‏ يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا‏!‏ يا رب مهين متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق، ألا‏!‏ وإن عمل الجنة حزن ‏(‏حزن‏:‏ الحزن ما غلظ من الأرض‏.‏ المختار صفحة 134‏.‏ ب‏)‏ بربوة، ألا‏!‏ وإن عمل النار سهل بشهوة، ألا‏!‏ يا رب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا‏.‏

‏(‏ق في الزهد، وابن عساكر - عن جبير ابن نفير عن أبي بحير، وكان من الصحابة‏)‏‏.‏

43606- ألا‏!‏ رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا‏!‏ رب مهين لنفسه وهو لها مكرم‏.‏

‏(‏الرافعي - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

43607- النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل عامل سيقدم على ما أسلف عند موته، فإن ملاك الأعمال بخواتيمها والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة، وإياكم والتسويف بالتوبة والغرة بحلم الله‏!‏ واعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره‏.‏

‏(‏الثقفي في الأربعين، وأبو القاسم بن بشران في أماليه - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

43608- ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث درجات وثلاث كفارات؛ قيل‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما المهلكات‏؟‏ قال‏:‏ شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه؛ قيل‏:‏ فما المنجيات‏؟‏ قال‏:‏ تقوى الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى، والعدل في الرضى والغضب؛ قيل‏:‏ فما الكفارات‏؟‏ قال‏:‏ نقل الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإتمام الوضوء في اليوم البارد عند السبرات‏.‏

‏(‏العسكري في الأمثال، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المراعي في كتاب ثواب الأعمال، والخطيب - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

43609- قال الله تعالى‏:‏ يا ابن آدم‏!‏ إن ذكرتني ذكرتك وإن نسيتني ذكرتك، وإذا أطعتني فاذهب حيث شئت مخلى تواليني وأواليك وتصافيني وأصافيك، وتعرض عني وأنا مقبل عليك‏!‏ من أوصل إليك الغداة وأنت جنين في بطن أمك‏!‏ لم أزل أدبر فيك تدبيرا حتى أنفذت أرادتي فيك، فلما أخرجتك إلى الدنيا أكثرت معاصي؛ ما هكذا جزاء من أحسن إليك‏.‏

‏(‏أبو نصر ربيعة بن علي العجلي في كتاب هدم الاعتزال، والرافعي - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

43610- كان فيه‏:‏ عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح بالدنيا‏!‏ وعجب لمن أيقن بالنار كيف يضحك‏!‏ وعجب لمن أيقن بالحساب كيف يعمل السيئات‏!‏ وعجب لمن أيقن بالقدر كيف ينصب‏!‏ وعجب لمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، وعجب لمن أيقن بالجنة ولا يعمل الحسنات، لا إله إلا الله محمد رسول الله‏.‏

‏(‏ابن عساكر - عن أبي ذر، قال قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما كان في صحف موسى‏؟‏ قال - فذكره‏)‏‏.‏